Margins
ابن الرومي book cover
ابن الرومي
حياته من شعره
1944
First Published
3.81
Average Rating
414
Number of Pages

هذه ترجمة وليست بترجمة. لأن الترجمة يغلب أن تكون قصة حياة, وأما هذه فأحرى بها أن تسمى صورة حياة. ولأن تكون ترجمة ابن الرومى صورة خير من أن تكون قصة. لأن ترجمته لاتخرج لنا قصة نادرة بين قصص الواقع, أو الخيال, ولكننا إذا نظرنا فى ديوانه وجدنا مرآة صادقة, ووجدنا فى المرآة صورة ناطقة, لانظير لها فيما نعلم من دواوين الشعراء, وتلك مزية تستحق من أجلها أن يكتب فيها كتاب. وابن الرومى شاعر كثير التوليد غواص على المعانى مستغرق لمعانيه, ولكننا لو سئلنا ما الدليل على شاعريته, لكان غبنا له أن نحصر هذا الدليل فى التوليد والغوص والاستغراق. فقد نحذف منه توليداته ومعانيه, ولانحذف منه عناصر الشاعرية والطبيعة الفنية, فهو الشاعر من فرعه إلى قدمه والشاعر فى جيد, ورديئه, والشاعر فيما يحتفل به, وفيما يلقيه على عواهنه, وليس الشعر عنده لباسا يلبسه للزينة فى مواسم الأيام, ولا لباسا يلبسه للابتذال فى عامة الأيام. كلا! بل هو إهابه الموصول بعروق جسمه المنسوج من لحمه ودمه, فللردئ منه مثل ما للجيد من الدلالة على نفسه, والإبانة عن صحته وسقمه, بل ربما كان بعض رديئه أدل عليه من بعض جيده, وأدنى إلى التعريف به والنفاذ إليه, لأن موضوع فنه هو موضوع حياته. والمرء يحيا فى أحسن أوقاته, ويحيا فى أسوأ أوقاته, ولقد تكون حياته فى الأوقات السيئة أضعاف حياته فى أحسن الأوقات. هذا الجانب من شاعرية ابن الرومى هو الجانب الخامل المجهول, وهو الجانب الذى وقفنا على التعريف به صفحات هذا الكتاب.

Avg Rating
3.81
Number of Ratings
113
5 STARS
31%
4 STARS
33%
3 STARS
25%
2 STARS
9%
1 STARS
3%
goodreads

Author

Abbas Mahmoud al-Aqqad
Abbas Mahmoud al-Aqqad
Author · 63 books

ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب. التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه. لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.

548 Market St PMB 65688, San Francisco California 94104-5401 USA
© 2025 Paratext Inc. All rights reserved