
نبذة النيل والفرات: نستعين هنا بذات الآية التى إستعان بها ( عباس العقاد) في كتابه هذا وهى "وتلك الأيام نداولها بين الناس" حيث إنها أبلغ وصف لما قصده وبينه الكتاب، فعلى الرغم من ان عنوانه يدل على ان أثر العربي في الحضارة الأوربية هو موضوع الكتاب إلا انه لم يكون الموضوع الوحيد فيه. فيد جاء الكتاب متقسما إلى قسمين تناول الأول منهما أثر العرب في الحضارة الأوربية والذي يمتد لأزمنة بعيدة وضحها في حيثه عن أصل العرب. وقد تابع هذا الأثر في العقائد السماوية و الآداب والصناعات والطب والعلوم والفنون والموسيقى وغيرها من مجالات الحياة المتعددة أما القسم الثاني فجاء عن أثر أوربا الاجتماعية والدينية ليكون بحثا عمليا اوضح وبين تلك العلاقة بين الحضارة العربية والأخرى الأوربية على أكمل وجه، وهى على ذلك نقطة في خضم " العقاد" الفكري.
Author

ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب. التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه. لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.