
لماذا انتحرت سيلفيا بلاث؟والأصح لماذا ظلت تحاول الانتحار طوال سنين حياتها القصيرة؟ قد تكون أخفقت مراراً, منذ سن المراهقة, لكنها لم تيأس من اليأس, أو قل من وعد الموت, وظلت تحاول إتقان تلك اللعبة الخطرة على حافة الهباء. لم تيأس من مغازلة هذا العشيق, القاتل, مرةً بعد أخرى, وحين نجحت في المحاولة الأخيرة, وماتت حقا, ولدت شعرياً من رمادها, كطائر الفينيق, لتنسج اللغة, بعد غيابها, أسطورة الشاعرة التراجيدية التس أنتحرت في أوج توهجها الأشجار تيبس في الشوارع والمطر يفتت الأشياء أكاد أتذوق قطراته على لساني أتذوق الرعب الملموس والرعب الذي يقف والرعب الذي يستريح الموت فن ككل شيء آخر وأنا أؤديه ببراعة استثنائية
Authors

Arabic profile for Sylvia Plath سيلفيا بلاث شاعرة وروائية أمريكية، ولدت في بوسطن، وتوفيت في لندن، وهي ابنة لمهاجر ألماني عمل أستاذاً في علم الحشرات توفي وهي لا تزال في الثامنة من عمرها، فتركت وفاته أثراً عميقاً في نفسها. تلقت بلاث تعليمها في كلية سميث، التي عملت أستاذة فيها لاحقاً، وفي جامعة كامبريدج البريطانية. تزوجت من الشاعر والمسرحي الإنكليزي تيد هيوز عام ١٩٥٦. نشرت روايتها الأولى «الناقوس الزجاجي» قبل شهر واحد من إقدامها على الانتحار بعد إصابتها باكتئاب شديد جراء خيانة زوجها لها. صدرت أول مجموعة شعرية لبلاث بعد وفاتها بعنوان «العملاق» عام ١٩٦٠، بالإضافة إلى أجمل مجموعاتها الشعرية «آرييل» التي عالجت فيها بجرأة الحالات النفسية التي تجتاح عقل الإنسان وتتملكه. وقد كتبت أكثر قصائدها وهي في خضم معاناتها الفقدان والمرض، ومن أشهر أعمالها قصيدة «أبي» التي يظهر فيها تأثرها بفقدان أبيها، وتجمع فيها صورة الأب والزوج في شخص واحد كأنه إله قاسٍ من زمن الملاحم مخيف بسطوته، فكانت تفرغ مشاعر الغضب والألم لفقدان والدها وخيانة زوجها في صور مؤثرة مروعة. وفي هذه القصيدة، كما في شعرها عامة، يعبر ألمها الشخصي عن آلام الإنسانية جمعاء. فتربط في قصيدتها «حمّى ١٠٣» حالتها المرضية بمدينة هيروشيما. وتقول عن هذه المعاناة «أنا خائفة من هذا الشيء الداكن النائم في داخلي. أنا أحس بريشه وهو يتقلب». عاشت بلاث المأساة قبل أن تكتبها متأثرة بالشاعر ييتس الذي كان يرى أن الإنسان لايعيش الحياة إلا إذا خبر مآسيها، واستخدمت في كتاباتها أكثر الصور سوداوية كالتعذيب والاختناق والتلاشي والدمار. ولعل صورة الناقوس الزجاجي أكثر هذه الصور تكراراً في شعرها، وما سحرها في الناقوس الزجاجي هو تعرجاته وتشوهاته، وكذلك فكرة السجن والشفافية. وصورت بلاث بطلة روايتها «الناقوس الزجاجي» مسجونة تحت هذا الناقوس الذي يكشف ضعفها ويخنقها. كتبت بلاث قصائد تعكس خبرتها الشخصية مثل «السيدة لازاروس» التي استلهمتها من محاولاتها المتكررة للانتحار، و«زنابق التوليب» التي صورت فيها أيامها في المستشفى بعد خضوعها لعملية جراحية، كما كتبت عن هوايتها في تربية النحل التي ورثتها عن والدها في «لقاء النحل» و«وصول علبة النحل». وكتبت أيضاً تصف الطبيعة المحيطة بمنزلها الريفي في ديفون في «رسالة في تشرين الثاني»، وهناك قصائد أخرى كتبتها لطفليها بأسلوب مؤثر وبعاطفة جياشة مثل قصيدة «أغنية الصباح». وقد نُشر الكثير من قصائدها بعد موتها في مجموعات مثل
