
اليوم، مع الظهور الجديد لأعمالي المترجمة، في "دار التكوين" الدمشقية. أستعيد ما بدا اندفاعة خالصة، مني، نحو التثاقف، عبر النقل، من الألسن الأخرى إلى لغة قومي العرب. في الشعر، بخاصة أحس بمسؤولية مضاعفة. الشعر أشد رهافة من أن ينقل إلى لغة أخرى، وعليّ أن أحاول الحفاظ على خصائص صوتية وأسلوبية معينة، في النص الأصلي. عندما تترجم من "كتاب الأغاني" لفيدريكو غارسيا لوركا، عليك أن تعنى بالتنغيم، لكن حين تنقل كافافي إلى اللغة العربية عليك أن تتمثل أسلوبه الذي انتفت عنه الفضلة. مع ويتمان تمنح من لدنك، النص، جرعة بلاغية ما، لأن القارئ العربي لن يتآلف مع النص الوارد في "أوراق العشب".. وهكذا. آمل في أن ما فعلته، طيلة أربعين عاماً، من إسهام في عملية التثاقف المعقدة، سيكون عوناً في التكوين الثقافي والجمالي العربي، ويفتح ينابيع لتذوق ما أبدعه العالم الأجمل، عالم الفن.
Authors


فيديركو غارسيا لوركا | Federico Garcia Lorca شاعر ومسرحي؛ بل إنه شاعر الأساطير،وشعره فيجوهره رمزي؛ خلف مظهر الفولكلوري والشعبي،:بساطة في الأسلوب وبعد في الرؤى . أعماله تكشف عن مأساة كائن معذب. فلوركا دوما يعارض غريزيا وبصفته الإنسانية تقاليد المجتمع الهشة. من هذا التوتر تتدفق أعماله المتميزة الرمزية، وعالمه هو الليل بكل مهمشيه والمصلوبين على أرصفته. الليل المسكون بأحصنة سوداء حالمة، ليل مقمر دائما وأنثوي لكل مجدب وعقيم.. وقاموس لوركا اللغوي غني بالمفردات العربية: قصر، ياسمين، زيتون، طلح، ليمون، خرشوف، عنبر...حتى كتبه تحمل عناوين عربية: ديوان، قصيدة...