![التحول [Transformation] book cover](https://images-na.ssl-images-amazon.com/images/S/compressed.photo.goodreads.com/books/1742427854i/229468111.jpg)
"كان ما يزال في البيت، وها هو الأب يسارع إلى قرع أحد الأبواب الجانبية قرعاً خافتاً ولكن بقبضة اليد، ويقول بصوتٍ مرتفع: "غريغور، غريغور، ماذا هنالك؟ وبعد لحظة قصيرة، يعود ويقول بنبرة عميقة أكثر "غريور، غريغور"، وخلف الباب الجانبي الآخر، كانت أخت غريغور تهمس بحزن رقيق: "غريغور، ألا تشعر أنك بخير؟ أأنت في حاجة إلى شيء ما، ووجه غريغور نفس الجواب في الإتجاهين، ناطقاً الكلمات بأقصى ما استطاعه من وضوح، فاصلاً بين الكلمة والأخرى بلحظة صمت ضافية حتى لا يبدو صوته مثيراً للإستغراب: "سأكون جاهزاً على الفور"، هكذا عاد الأب للاستمرار في إفطاره، لكن الأخت همست: "غريغور، هلا فتحت، أتوسل إليك" إلا أن مسألة فتح الباب لم تكن واردة باللنسبة لغريغور، بل إنه على العكس كان يهنئ نفسه على الحيطة التي اكتسبها من سفراته، والتي تجعله يغلق كل الأبواب ليلاً بالمفتاح، حتى حين يكون في الشقة، كان ينوي بدءاً أن ينهض في هدوء ومن دون أن يزعجه أحد، وأن يرتدي ملابسه وأن يفطر بالخصوص، وبعدها فحسب، يفكر فيما يتعين أن يلي ذلك من أمور، إذ إنه كان مدركاً تماماً أن تأملاته وهو في السرير لن تفضي إلى أي نتيجة معقولة، وتذكر أنه في العديد من المرات، حدث أن استشعر ألماً ما خفيفاً، سببه له وضع جسدي سيء، وبعدها كان يتضح له، ما إن ينتصب واقفاً، أنه ألم متخيل ليس إلا ، وهفت نفسه حال من الإهتياج، وأسقط الحذر من حسابه، واندفع بجسمه إلى الأمام بكل ما استجمعه من قوة، حدث أنه لم يحسن التحكم في اتجاه اندفاعته: وقد ارتطم بعمود حافة السرير، والألم المبرح الذي استشعره جعله يدرك أن القسم من جسده الأشد حساسية في اللحظة الراهنة لربما يكون هو القسم السفلي". Please This audiobook is in Arabic.
Authors

مواليد دمشق عام 1945. يعمل أميناً لتحرير مجلة(الحياة المسرحية) التي تصدر عن وزارة الثقافة. عضو جمعية الترجمة.

Franz Kafka فرانز كافكا (3 يوليو 1883 - 3 يونيو 1924) كاتب تشيكي يهودي كتب بالألمانية، رائد الكتابة الكابوسية. يعد أحد أفضل أدباء الألمانية في فن الرواية والقصة القصيرة. تعلم كافكا الكيمياءوالحقوق والادب في الجامعة الألمانية في براغ (1901). ولد لعائلة يهودية متحررة، وخلال حياته تقرب من اليهودية. تعلم العبرية لدى معلمة خصوصية. عمل موظفا في شركة تأمين حوادث العمل. امضى وقت فراغه في الكتابة الادبية التي راى بها هدف وجوهر حياته. القليل من كتاباته نشرت خلال حياته، معظمها - يشمل رواياته العظمى (الحكم) و(الغائب) التي لم ينهها- نشرت بعد موته، على يد صديقه المقرب ماكس برود، الذي لم يستجب لطلب كافكا بإبادة كل كتاباته. حياته كانت مليئة بالحزن والمعاناة، بما في ذلك علاقته بوالده. فكافكا كان مثقفا حساسا وقع تحت حكم والد مستبد وقوي، عنه، هكذا قال، كتبت كل إنتاجاته. فكتب رسالته الطويلة تحت عنوان (رسالة لأب). الامر يبرز بصورة خاصة في كتابه (الحكم) حيث يقبل الشاب حكم الموت الذي اصدره عليه والده ويغرق. كان كافكا نباتيا واشمأز من أكل اللحوم، وهنالك من يربطون هذا بمهنة جده الذي كان جزارا. عرف كافكا على انه شخص يصعب عليه اتمام الامور، وهو الامر الذي ميز كتابته حيث كان يجد صعوبة في انهاء إنتاجاته. جدير بالذكر كذلك أن كتابات كافكا قد تعرضت فيما بعد للحرق على يد هتلر، وتعرضت مؤلفات كافكا لموقفين متناقضين من الدول الشيوعية في القرن الماضي، بدأت بالمنع والمصادرة وانتهت بالترحيب والدعم. من مؤلفاته: المحاكمة، القلعة، المفقود، رسالة إلى الوالد، الانمساخ، الحكم، الوقاد، بنات أوى والعرب