
النيل والفرات: ألف الغزالي المنقذ من الضلال بعد عودته من عزلته التي قضاها متنقلا بين الشام والقدس ومكة. إذن فهو يقع في المرحلة الثانية من حياة الغزالي، مرحلة النضج وتوضيح الخيارات النهائية. وفي المنقذ من الضلال يذكر أن سنه قد نافت على الخمسين مما يحدد وضعه الكتاب أواخر عام 499هـ وبدايات عام 500هـ في نيسابور،حين عاد إلى التدريس في نظاميتها لتبيان حقيقة النبوة. أما دافع الغزالي إلى تأليف كتابه هذا وهدفه منه، وكما يبدو من مقدمته، أنه رسالة إلى أخ في الدين، يطلب فيها هذا الأخير من الغزالي أن يبث إليه "غاية العلوم وأسرارها, وغائلة المذاهب وأغوارها، وأحكي لك ما قاسيته في استخلاص الحقائق بين اضطراب الفرق". وإذا كان ذلك هو الدافع الحقيقي، أو أن هناك دوافع أخرى، فإن الملاحظ أن الغزالي أراد من خلال منقذه أن يبين لنا مسار حياته الفكرية والروحية، وكيفية خروجه من الشك وصولا إلى خياراته النهائية في الحصول على نور اليقين، والتصديق النهائي. إن دواعي التصديق لم يجدها الغزالي لا في علم الكلام ولا في الفلسفة ولا في مذهب التعليمية. بل عند الصوفية فهل يكون الهدف من كتاب المنقذ تبيان صحة مذهب الصوفية. وما هي الاعتبارات التي حدته إلى اعتماد هذا الخيار؟ هل هي اعتبارات فكرية، روحية، أم سياسية. الإجابة عن هذه التساؤلات توجب قراءة واعية لهذا الكتاب، ومهما يكن من أمر وكيفما جاءت الإجابات فان المرء لا يستطيع أن ينكر بأن غرض الغزالي الأساسي هو إنقاذ الناس من الضلال والإفصاح عن الأحوال، ولا يكون ذلك إلا بنشر حقيقة النبوة، وما بان من خلال هذه الحقيقة. وتجدر الإشارة ‘إلى أن مخطوط هذا الكتاب يعود نسخه إلى عامين فقط بعد وفاة الغزالي أي عام 507 هجرية وهي أقدم نسخ عثر عليها حتى الآن، وبالتالي فإنها ستكون أكثر دقة من غيرها وأقل ابتعاداً عن المصدر الأساسي، وما يمكن أن يكون قد دخل عليها من تحريفات مقصودة أو إسقاطات غير مقصودة. وقد تميزت هذه الطبقة بعمل المحقق الذي شمل تعريفاً بعصر الغزالي وحياته ووصف للمخطوط وتحليل لمضمون كتاب "المنقذ من الضلال" مع شرح له وتعليق عليه.
Author

أبو حامد الغزالي Muslim theologian and philosopher Abu Hamid al-Ghazali of Persia worked to systematize Sufism, Islamic mysticism, and in The Incoherence of the Philosophers (1095) argued the incompatibility of thought of Plato and Aristotle with Islam. Born in 1058, Abū Ḥāmid Muḥammad ibn Muḥammad al-Ghazālī ranked of the most prominent and influential Sunni jurists of his origin. Islamic tradition considers him to be a Mujaddid, a renewer of the faith who, according to the prophetic hadith, appears once every century to restore the faith of the ummah ("the Islamic Community"). His works were so highly acclaimed by his contemporaries that al-Ghazali was awarded the honorific title "Proof of Islam" (Hujjat al-Islam). Al-Ghazali believed that the Islamic spiritual tradition had become moribund and that the spiritual sciences taught by the first generation of Muslims had been forgotten.[24] That resulted in his writing his magnum opus entitled Ihya 'ulum al-din ("The Revival of the Religious Sciences"). Among his other works, the Tahāfut al-Falāsifa ("Incoherence of the Philosophers") is a significant landmark in the history of philosophy, as it advances the critique of Aristotelian science developed later in 14th-century Europe. أبو حامد محمد الغزّالي الطوسي النيسابوري الصوفي الشافعي الأشعري، أحد أعلام عصره وأحد أشهر علماء المسلمين في القرن الخامس الهجري،(450 هـ - 505 هـ / 1058م - 1111م). كان فقيهاً وأصولياً وفيلسوفاً، وكان صوفيّ الطريقةِ، شافعيّ الفقهِ إذ لم يكن للشافعية في آخر عصره مثلَه.، وكان على مذهب الأشاعرة في العقيدة، وقد عُرف كأحد مؤسسي المدرسة الأشعرية في علم الكلام، وأحد أصولها الثلاثة بعد أبي الحسن الأشعري، (وكانوا الباقلاني والجويني والغزّالي) لُقّب الغزالي بألقاب كثيرة في حياته، أشهرها لقب "حجّة الإسلام"، وله أيضاً ألقاب مثل: زين الدين، ومحجّة الدين، والعالم الأوحد، ومفتي الأمّة، وبركة الأنام، وإمام أئمة الدين، وشرف الأئمة. كان له أثرٌ كبيرٌ وبصمةٌ واضحةٌ في عدّة علوم مثل الفلسفة، والفقه الشافعي، وعلم الكلام، والتصوف، والمنطق، وترك عدداَ من الكتب في تلك المجالات.ولد وعاش في طوس، ثم انتقل إلى نيسابور ليلازم أبا المعالي الجويني (الملقّب بإمام الحرمين)، فأخذ عنه معظم العلوم، ولمّا بلغ عمره 34 سنة، رحل إلى بغداد مدرّساً في المدرسة النظامية في عهد الدولة العباسية بطلب من الوزير السلجوقي نظام الملك. في تلك الفترة اشتُهر شهرةً واسعةً، وصار مقصداً لطلاب العلم الشرعي من جميع البلدان، حتى بلغ أنه كان يجلس في مجلسه أكثر من 400 من أفاضل الناس وعلمائهم يستمعون له ويكتبون عنه العلم. وبعد 4 سنوات من التدريس قرر اعتزال الناس والتفرغ للعبادة وتربية نفسه، متأثراً بذلك بالصّوفية وكتبهم، فخرج من بغداد خفيةً في رحلة طويلة بلغت 11 سنة، تنقل خلالها بين دمشق والقدس والخليل ومكة والمدينة المنورة، كتب خلالها كتابه المشهور إحياء علوم الدين كخلاصة لتجربته الروحية، عاد بعدها إلى بلده طوس متخذاً بجوار بيته مدرسةً للفقهاء، وخانقاه (مكان للتعبّد والعزلة) للصوفية.