Margins
العقل والفقه في فهم الحديث النبوي book cover
العقل والفقه في فهم الحديث النبوي
2002
First Published
4.60
Average Rating
127
Number of Pages

Part of Series

إن كتاب الله العزيز، وسنة رسوله الكريم هما مصدر شريعة الإسلام ومنهجها الحكيم، وفقهها العظيم، وأحكامها القويمة التي بإتباعها صلاح الدنيا والدين، وبقدر حظ المسلم من حسن فهم نصوصهما تكون قوة إستنارته في تفهم الشريعة ومعرفة أحكامها وحكمتها، وحسن تطبيقها بما يتفق مع مقاصد الشريعة وغرض الشارع. وإن حسن فهم أحاديث الرسول الذي أوتي جوامع الكلم وفصل الخطاب يحتاج إلى ثلاث أدوات لا بد منها جميعاً، وهي: 1-التعمق في اللغة العربية ومعرفة أساليبها البيانية، لانها هي لغة الكتاب والسنة، 2-العقل، لأنه هو الميزان الذي ربط الله به التكليف، وعلى قدر سلامته يحاسب المكلفين، التمكن من فقه الشريعة الذي به يعرف العالم مقاصدها، ويقيس الأمور بأشباهها، ويعرف محامل النصوص، ويميّز بين الوسائل والغايات في أحكام الشريعة، ويدرك فقه الأولويات. وإن الإنسان غير معصوم في فهمه وإجتهاده ولو كان في أعلى مقام من العلم بين أهل زمانه، وهذا ما سمات إنسانيته، ولا عبرة في ذلك لكونه سابقاً أو لاحقاً، وكونه من الأقدمين أو من المحدثين العصريين، ما دام يتمتع بتلك الأدوات الثلاث لحسن الفهم، وحظه متوافر من تقوى الله تعالى والإخلاص له. ولهذا كله، وجد الكاتب بعض مفاهيم في الشريعة قد شاعت واستقرت في أفهام العلماء من السلف والخلف، بُنيت على فهم إجتهادي لبعض الأحاديث النبوية الصحيحة الثبوت، ودلت المشكلات التي نشأت عن ذلك الفهم أنه في حاجة إلى إعادة النظر في ضوء تلك الأدوات الثلاث التي أشرت إليها، ولم تكن تلك المشكلات في أصل النص، بل في الفهم الإجتهادي الذي فهم به الحديث النبوي، ودلت نتائج التطبيق على أن ذلك الفهم لم يكن دقيقاً وصواباً، وأن نص الحديث لو فهم بصورة أخرى تتفق مع دقة تعبيره لا نسجم مع مقاصد الشريعة، وزال منه كل إشكال. ولهذا جمع أمثلة متعددة لهذا النوع من المفاهيم الشرعية التي تبنتها بعض الإجتهادات الفقهية دون إنتباه إلى المشكلة التي تنشأ عنها، فكانت في حاجة إلى إعادة النظر في فهم سندها من الحديث النبوي، فعرضها في هذا الكتيب خدمةً للعلم وأهله.

Avg Rating
4.60
Number of Ratings
5
5 STARS
60%
4 STARS
40%
3 STARS
0%
2 STARS
0%
1 STARS
0%
goodreads

Author

مصطفى الزرقا
مصطفى الزرقا
Author · 2 books

هو الشيخ مصطفى بن أحمد بن محمد الزرقا، ولد في مدينة حلب سوريا عام 1322هـ - 1904م. في أسرة علميةٍ معروفة. فوالده هو العلامة الشيخ أحمد الزرقا الذي شرح قواعد مجلة الأحكام العدلية، وجده هو الشيخ محمد الزرقا أحد العلماء المعروفين. درس على والده في حلب وعلى غيره من العلماء الذين يلقون دروسهم في المساجد، حيث بدأ دراسته على طريقة المتقدمين من طلاب العلوم الإسلامية، كما دخل مدرسة الفرير الفرنسية لتعلم مبادئ اللغة الفرنسية، دخل المدرسة الخسروية الشرعية وتقدم إلى شهادة الثانوية ونجح فيها فجمع بين الدراسة الشرعية والدراسة العامة، إلتحق بعد ذلك بجامعة دمشق في كليتي الحقوق والآداب معاً، يدرس في الأولى نهاراً وفي الثانية مساءً، وتخرج فيهما بتفوّق، تأثر الشيخ بعددٍ من المشايخ وكان من أهمهم والده الشيخ أحمد الزرقا، وكذلك الشيخ محمد الحنفي، كما تأثر بالشيخ محمد راغب الطباخ، عيّن الشيخ أستاذاً في كلية الحقوق عام 1363هـ - 1944م لتدريس القانون والشريعة الإسلامية، كما قام بالتدريس في كلية الشريعة عام 1373هـ - 1954م. رشّح الشيخ نفسه لعضوية مجلس النواب عن مدينة حلب لعام 1373-1377هـ - 1954-1958م. وفي المجلس شكّل الجبهة الإسلامية مع الدكتور مصطفى السباعي والأستاذ محمد المبارك رحم الله الجميع. في عام 1375هـ - 1956م. تولى وزارتي العدل والأوقاف لفترة محدودة، ثم جاءت وزارة الدواليبي ليعود فيها الشيخ الزرقا إلى نفس الوزارتين حتى قيام الانقلاب العسكري. لقد كان الشيخ الزرقا يجمع بين العلم الشرعي العميق، وبين الإدراك التام لمشكلات العصر مما أهّله لإعطاء حلول عمليةٍ نابعة من الشريعة الإسلامية للنوازل الفقهية. حصل الشيخ على جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية عام 1404هـ - 1984م. على كتابه المدخل إلى نظرية الالتزام العامة في الفقه الإسلامي. للشيخ مؤلفات عديدة منها: الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد. أحكام الأوقاف. عقد التأمين وموقف الشريعة منه. توفي الشيخ مصطفى بن أحمد الزرقا في 19/3/1420هـ - 3/7/1999م. في مدينة الرياض. رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.

548 Market St PMB 65688, San Francisco California 94104-5401 USA
© 2025 Paratext Inc. All rights reserved