
Part of Series
لله تعالى سنناً في خلقه تدل على عظيم قدرته وحكمته جل جلاله، كما تدل على كمال مشيئته ونفاذها في كل ذرة من ذرات الموجودات، كما قال تعالى على لسان لقمان الحكيم وهو يعظ ابنه: "يبني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله، إن الله لطيف خبير". وقد ذكر سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بعض هذه السنن لكي نتعظ بها، ونستدل بها على كمال تدبيره أمر مخلوقاته وعلى حدانيته جل وعلا، ونتعرف من خلالها أيضاً على الطريق المستقيم الذي تعبدنا سبحانه بالسير عليه وحذرنا من مخالفته فلا نضل ولا نشقى. جاء ذلك غالباً في سياق الآيات الكريمة التي تحدثت عن بعض أحداث التاريخ الإنساني وتجارب الأمم السالفة الهالكة، فإن لأحداث التاريخ تأثيراً كبيراً على حياة الإنسان ومستقبله، ومع أنها أحداث مضت وانقضت إلا أن بصماتها تبقى واضحة تؤثر على سلوك الإنسان وممارساته، وتساهم بشكل غير مباشر في صياغة الحياة البشرية على الأرض ودفع مسيرتها في اتجاه معين. والهدف من هذا الكتاب "السنن الإلهية في الخلق" تقريب هذه الآيات للقارئ وعرضها بأسلوب واقعي موضوعي من خلال بعض شواهد التاريخ البشري ووقائعه الحاضرة والماضية.
Author

في مدينة حماه العريقة وفي أسرة امتدت فروعها في مدن عديدة ولد الشيخ عبد الحميد محمود طهماز عام 1937 إلتحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق عام 1955 م فنهل منها شتى أنواع العلوم الدينية, وتتلمذ على أيدي خيرة أساتذتها, وتخرج منها عام 1959 م وكان عنوان بحثه الذي قدمه في سنة التخرج (الشركات في الفقه الإسلامي) بعد تخرجه عاد إلى مدينة حماه كمدرس في مدارسها الثانوية والإعدادية وكخطيب في مساجدها, وهناك كان اتصاله بشيخ مدينة حماه الشيخ محمد الحامد فقد عاشره عن قرب وتأثر به تأتراً كبيراً من الناحيتين العلمية والسلوكية فقد عاشره سنين عديدة ولزمه ملازمة تامة ونهل منه علوما شتى كالفقه والتفسيروالحديث ولم ينقطع يوماُ عن درسه, وبلغ من شدة حبه لشيخه أن أفرد له ترجمة بكتاب تحت عنوان (العلامة المجاهد الشيخ محمحد الحامد) وفي عام 1980 م هاجر من وطنه ومن مدينته التي يعشقها مهاجراً في سبيل الله تعالى إلى المملكة العربية السعودية حيث بقي فيها معلما في معاهدها فقد درس في معهد اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود في مدينة الرياض, ثم انتقل بعدها إلى المدينة المنورة ليعلم في المعهد العلمي ثم إلى المعهد العلمي في نجران وبعدها انتقل الى مكة المكرمة حيث حظي به معهد الأئمة والدعاة في رابطة العالم الإسلامي وتقاعد منه عام 1416 ه وتوفي في مدينة الرياض 29 يناير 2010م رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة لقد أثرى رحمه الله المكتبة العربية والإسلامية بالعديد من المؤلفات في الفقه والتفسير والسيرة والأعلام فمن أشهر مؤلفاته سلسلة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم حيث يعتمد تفسير السورة على أشهر موضوع تتحدث عنه السورة, وكذلك من مؤلفاته سلسلة الفقه الحنفي في ثوبه الجديد والذي وضعه بأسلوب سهل ليلائم قراء العصر الحديث وقد ترجم هذا الكتاب إلى العديد من اللغات, ولا يمكن أن ننسى كتاب السيرة النبوية في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية