يعد كتاب الجامع الصحيح للإمام محمد بن إسماعيل البخاري من الكتب التي اعتنت بها الأمة اعتناءً يندر نظيره في تاريخ العلم والتأليف في العصور الإسلامية، ومؤلفه أمير المؤمنين في الحديث، ومن أعلام الأمة الذين غرس الله حبهم في القلوب، وسخر الأقلام والمواهب العلمية لتسجيل مآثره، وتخليد آثاره، وذلك كله لشدة إخلاص الإمام وتفانيه في حفظ الحديث ونشره. وقد ألف الناس-قديماً وحديثاً-في سيرة الإمام البخاري وأخباره ومكانته في علم الحديث وخدمته له، والتعريف بالجامع الصحيح ومكانته وما يمتاز به بين الكتب الست، فضلاً عن كتب الحديث ودواوين السنة، وشروط المؤلف والتزاماته ولطائفه، حتى تكونت من ذلك مكتبة يصعب استعراضها، ولكل عصر أسلوبه وحكمه ومقاييسه. ولما كان هذا العصر عصر السرعة والاختصار، فقد دعت الحاجة لوجود كتاب مختصر يعرف بالإمام وبكتابه. والكتاب الذي بين أيدينا جاء لسد هذه الثغرة وهو يحتوي على سرد لسيرة هذا الحبر الجليل، وعلى تعريف واسع بكتابه صحيح البخاري، وهذا يشمل: الباحث على تأليفه، كيفية تصنيفه له، مدة تأليفه له، فضله وثناء الناس عليه، ومكانة الجامع الصحيح بين الكتب الستة، عدد روايات البخاري، معظم مقصود البخاري في صحيحه، شروط الإمام في صحيحه، خصائص الكتاب غير التراجم، طريق تنظيمه في كتابه، تكراره لبعض الأحاديث أو تقطيعها أو اختصارها، الأبواب والتراجم للبخاري، المؤلفات في الأبواب والتراجم، رواة نسخ الكتاب، شروط الجامع الصحيح مناسبات الترتيب في صحيح البخاري.