
Part of Series
إن للتاريخ تأثيراً كبيراُ على حياة الإنسان ومستقبله، ولقد اهتم القرآن الكريم اهتماماً كبيراً بأحداث التاريخ، وخصص لها مساحة كبيرة في سوره وآياته اختار منها الجانب المؤثر المنسجم مع الموضوعات التي عالجها. ومن الأحداث التاريخية التي اهتم القرآن الكريم بها أخبار بني إسرائيل، فقد اهتم بها بسبب ارتباطهم الوثيق بأرض العرب وما حولها، وأيضاً بسبب كثرة الأنبياء والمرسلين الذين بعثوا فيهم، ولا شك أن أخبار القرآن الكريم عن بني إسرائيل أصح الأخبار وأوثقها، أظهر تعالى من خلالها الصورة الحقيقية لليهود. ولعل تركيز القرآن الكريم على هذا الاسم-بني إسرائيل-له صلة كبيرة بدولة إسرائيل، وبما يجري حولها وبسببها من أحداث كبيرة عميقة الأثر في حياة المسلمين. فالواجب على المسلمين في العصر الحاضر أن يحددوا موقفهم من بني إسرائيل على ضوء الصورة الحقيقية التي رسمها القرآن الكريم لهم، وهذا الأمر هو الغاية الأساسية من تأليف هذا الكتاب الذي يحتوي على بحث يتحدث عن بني إسرائيل وذلك في أربعة فصول: تحدث أولها عن بني إسرائيل وذريته، وعن فلسطين المباركة وصلتها بمكة والمدينة، وعن إنشاء بني إسرائيل في أرض فلسطين، وتطرق ثانيها للنداءات التي وجهن من الله عز وجل ومن خلال القرآن إلى بني إسرائيل، فشرحها نداءاً وكشف عن حيثياتها وأوضح مضامينها الأخلاقية والدينية، أما في الثالث فتحدث عن قبائح بني إسرائيل فقال أنهم خبيثون، يؤذون الأنبياء، وينقضون المواثيق، أكثر أهل الأرض مسارعة في الكفر، يأكلون أموال الناس بالباطل، وأنهم حملوا التوراة، فلم يحملوها!! هذا وكشف في الفصل الرابع والأخير عن اللعنة والغضب الموجهين لبني إسرائيل.
Author

في مدينة حماه العريقة وفي أسرة امتدت فروعها في مدن عديدة ولد الشيخ عبد الحميد محمود طهماز عام 1937 إلتحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق عام 1955 م فنهل منها شتى أنواع العلوم الدينية, وتتلمذ على أيدي خيرة أساتذتها, وتخرج منها عام 1959 م وكان عنوان بحثه الذي قدمه في سنة التخرج (الشركات في الفقه الإسلامي) بعد تخرجه عاد إلى مدينة حماه كمدرس في مدارسها الثانوية والإعدادية وكخطيب في مساجدها, وهناك كان اتصاله بشيخ مدينة حماه الشيخ محمد الحامد فقد عاشره عن قرب وتأثر به تأتراً كبيراً من الناحيتين العلمية والسلوكية فقد عاشره سنين عديدة ولزمه ملازمة تامة ونهل منه علوما شتى كالفقه والتفسيروالحديث ولم ينقطع يوماُ عن درسه, وبلغ من شدة حبه لشيخه أن أفرد له ترجمة بكتاب تحت عنوان (العلامة المجاهد الشيخ محمحد الحامد) وفي عام 1980 م هاجر من وطنه ومن مدينته التي يعشقها مهاجراً في سبيل الله تعالى إلى المملكة العربية السعودية حيث بقي فيها معلما في معاهدها فقد درس في معهد اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود في مدينة الرياض, ثم انتقل بعدها إلى المدينة المنورة ليعلم في المعهد العلمي ثم إلى المعهد العلمي في نجران وبعدها انتقل الى مكة المكرمة حيث حظي به معهد الأئمة والدعاة في رابطة العالم الإسلامي وتقاعد منه عام 1416 ه وتوفي في مدينة الرياض 29 يناير 2010م رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة لقد أثرى رحمه الله المكتبة العربية والإسلامية بالعديد من المؤلفات في الفقه والتفسير والسيرة والأعلام فمن أشهر مؤلفاته سلسلة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم حيث يعتمد تفسير السورة على أشهر موضوع تتحدث عنه السورة, وكذلك من مؤلفاته سلسلة الفقه الحنفي في ثوبه الجديد والذي وضعه بأسلوب سهل ليلائم قراء العصر الحديث وقد ترجم هذا الكتاب إلى العديد من اللغات, ولا يمكن أن ننسى كتاب السيرة النبوية في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية