
بوشر طبع هذا الكتاب اختار الله هذا العربي الكبير لجواره، وكانت بموته الفادحة التي لم يرزا العرب بمثلها، وقامت نوادبهم وسالت مدامعهم في كل غور ونجد من أجلها، فلم نشأ أن نغير شيئًا من مقدمة هذا الكتاب بل أبقيناه متوجا باسمه كما لو كان في الحياة إذ أننا لا نزال نعد فيصلا حيا في القلوب والخواطر وأن غاب بوجهه الكريم عن النواظر لاسيما أن المرحوم كان قد سمع بخبر هذا التأليف وسألني، وحسرتاه عليه إذ كان مؤخرًا في برن، عنه وعن مباحثه وعما أمكنني الاطلاع عليه من آثار العرب في القرى السويسرية التي كان انتهى إلى سمعه أنني ذهبت إليها ونقبت فيها. وكان مهما بهذا الموضوع مرتاحًا إلى نشر هذا الكتاب كما كان مرتاحا إلى نشر كل أثر عربي وما كان فيصل رحمه الله إلا رمزا للقضية العربية والرمز لا يموت عند قومه. فإذا كان فيصل قد مات فلن يموت تذكاره ولا تمحى آثاره. ولنا نعم العزاء في جلالة ولده المعظم الملك غازي الأول الذي نرتقب من هلاله بدرا ناميا، ونرجو من كرم الحق تعالى أن يجعله فيصلا ثانيا. آمين. جنيف ١٤ جمادي الثانية ١٣٥٢ . شكيب أرسلان
Author
